واقع ومستقبل
السياحة
مقدمة:
عرف الإنسان السياحة مند العصور القديمة،
فقد مارس الإنسان النقل بين مكان لآخر لأغراض الرعي، والجمع والالتقاط، وعندما
ظهرت المستوطنات البشرية، واستقر الإنسان وعمل بالزراعة، وزادت عن الاستهلاك
المحلي، وظهرت الرغبة في مبادلة السلع الفائضة بسلع ناقصة، ظهرت الحاجة للسفر إلى
تلك الأسواق في المستوطنات، ووجدت التجارة كرحلة بين تلك المستوطنات كالتي كانت
بين بلاد العرب والشام واليمن. ( 3 : 45 )
ثم جاء الإسلام
وحث على السفر للحديث النبوي الشريف " اطلبوا العلم ولو في الصين "..وعنه
عليه السلام يقول سافروا فإنكم إن لم تغنموا مالا
غنمتم عقلا.
وقد ظهر اصطلاح
سائح Tourism
في انجلترا إبان القرن الثامن عشر للتعبير عن الرحلة العلمية التي كان يتعين على
الشباب الإنجليزي القيام بها إلى اليابس الأوروبي، ثم استخدمت في فرنسا للدلالة على
كل شخص يقوم بأي رحلة لتحقيق متعة شخصية.(6 : 19)
إلا
أن السياحة بمفهومها الحديث ازدهرت
في النصف الثاني من القرن العشرين الذي
أطلق عليه بقرن السياحة، ومن المتوقع أن تصبح السياحة أكبر صناعة في العالم بعد
سيادة السلام العالمي، وذهاب كل ألوان التهديد العالمي بحرب جديدة، على أن لا يكون
الغرض من السفر العمل أو الدراسة، إنما المتعة أو الراحة أو العناية بالصحة، أو
لإشباع الرغبة في معرفة أماكن جديدة وأشخاص آخرين. ( 7 : 26)
ومع زيادة الاهتمام
بالسفر لأغراض شتى، تعددت التعريفات السياحية والتي منها:-
1- ما
تبناه الإتحاد الدولي لمنظمات السفر الرسمية عام 1968 ويعني حركة الأفراد
والجماعات خارج الحدود السياسية للدولة التي يعيشون فيها لفترة تزيد عن أبع وعشرين
ساعة وتقل عن عام واحد.
2- هي ظاهرة طبيعية
بالمعروف الحديث، أوجدها العصر لحاجة
الإنسان إليها ورغبته في الاستجمام وتغير الجو المحيط به.
3- هي
مجموعة العلاقات البشرية والطبيعية التي تنتج من إقامة السائحين (عشق المكان )
طالما هذه الإقامة لا تكون دائمة....
أما السائح: فيعرف بذلك الشخص
الذي يترك مكان إقامته المعتاد إلى مكان آخر يمارس فيه الترويح والترفيه شريطة أن
يبيت ليلة واحدة على الأقل، وان لا تطول مدة إقامته عن عام. ويشمل هذا التعريف
السياحة الداخلية والدولية، وسياحة المواسم الدينية والمؤتمرات .(11 :5)
وهناك عدد من الكلمات
الأجنبية التي لها علاقة بالسياحة:-
Tour :
رحلة تبدأ من المنزل وتنتهي إليه.
:Tourist الشخص المسافر من أجل المتعة.
Tourism:
سياحة.
Domestic Tourism :
سياحة داخلية (محلية)
Recreation : ترويح. (إعادة الخلق )
Free time : وقت الفراغ.
Leisure :
الابتهاج
ولأهمية علم السياحة أصبح يدرس في المعاهد والجامعات في
معظم دول أوروبا في حين أن الهيئات العالمية اهتمت بإقامة المؤتمرات العلمية
للتشجيع على السياحة.
-
المؤسسات والمنظمات السياحية الدولية:-
الشركات
السياحية متعددة الجنسيات شركة: تميز هذه الشركات بكونها شركات عالمية النشاط متعددة
الجنسيات تساهم في دعم وتطوير القطاع السياحي وقد استطاعت هذه الشركات العالمية أن
تستمر مواردها المالية والبشرية والتقنية من مصادرها المختلفة المنتشرة في أنحاء
العالم مثل شركات النقل والمواصلات كالخطوط البحرية والجوية التي تجوب العالم ومن
ثم شركات السياحة التي تهتم بالفنادق والمطاعم ، وقد بلغ محمل هذه الشركات نحو (44
ألف) شركة لها (280) ألف فرع في الدول المتقدمة .
أما عدد الشركات في
الدول النامية 7900 شركة . ( 8 : 44 )
وتشير
الإحصاءات أن مطار شيكاغو في U. S.A قدر عدد المسافرين منه
وإليه خلال عام 1996 بنحو 60 مليون مسافر.
وتشير
الدراسات أيضا أن مبيعات المطاعم السريعة في U.S.A تقدر
بنحو 138 مليار دولار تعادل صادرات 15 دولة عربية هي ( ليبيا – الأردن – مصر –
سوريا – السودان – الإمارات – الكويت – قطر – البحرين – عمان – العراق –
اليمن وبلاد المغرب العربي ) .
_ المنظمات العالمية
( W.T.O) والخدمية الراعية
للقطاع السياحي:-
1- منظمة
السياحة العالمية (W.T.O) World Tourism
organization
حيث تعني هذه المنظمة بتطوير وترويح السياحة المحلية والعالمية
والعمل على تقوية التعاون الدولي في مجال السياحة والسفر فضلا عن إصدار الإحصاءات
والأرقام الخاصة بالسياحة وانبثق عنها عدد من اللجان للتنمية السياحية والنقل
والفنادق.
2- المنظمة
الدولية للطيران المدني International Air Transport
تعمل (IATA) Association على توحيد الملاحة الجوية ووسائل الأمان الجوي وكذالك المطارات
الدولية وتسهيل الدخول والخروج للمطارات.
3- منظمة
العمل الدولية :
ساهمت
في تشجيع السياحة في أوقات الإجازات المدفوعة الأجر وتقليل ساعات أفريقيا.يتيح
للفرد فرصة بالسفر .
4- منظمة
الصحة العالمية :
تعمل
على الحد من انتشار الأمراض الناتجة عن انتقال الملايين من السياح والاهتمام
بالجوانب الصحية والعلاجية . ويعتبر عمل هذه المنظمة من أصعب المنظمات وذالك لكثرة
الأمراض القابلة للانتشار وخاصة في قارة أفريقيا.وعلى سبيل المثال فقدت كثير من
الدول الأوروبية كثير من الرحلات السياحية مثل بريطانيا بسبب جنون البقر.
بالإضافة
إلى ما سبق هناك من المنظمات الأهلية التي تعتني بالسياحة وتشجيعها مثل منظمة
الفنادق، ومؤسسة التسويق، وفي العالم العربي يوجد الإتحاد العربي للسياحة،
والإتحاد العربي للفنادق، ومجلس الطيران المدني للدول العربية. ( 7 : 122 )
- أهمية السياحة
أصبح ينظر للسياحة في عديد من الدول وخاصة في الدول النامية على أنها
وسيلة هامة من وسائل الاستثمار،م السريع وخاصة أن هناك تحول كبير في المسارات
السياحية نحو الدول النامية التي أخذت تنافس الدول المتقدمة في الجذب السياحي.
فمن أبرز أهمية
السياحة ما يلي:-
·
مصدر دخل للعملات الصعبة ويؤثر إيجابيا
على ميزان المدفوعات، ودعم الاقتصاد الوطني مثل اليونان والمكسيك اللاتي اعتمدن
على السياحة في تخفيف العجز في ميزان المدفوعات، كذلك تونس ومصر ولبنان في الدول
العربية.
·
تشغيل الأيدي العاملة
بكافة مستوياتها من مترجمي للسياح إلى الخدمات الدنيا، الأمر الذي يوسع قاعدة
الدخول في الدولة، والذي يعكس أثره على الاستهلاك والتنمية والاستثمار، وهي كقطاع
اقتصادي يتداخل في معظم القطاعات الإنتاجية الاقتصادية في الدولة من خلال إنشاء
المشروعات السياحية التي تحقق درجة معينة من التكامل بين القطاعات الاقتصادية
الأخرى.( 2 : 27)
·
تعمل على التغير الاجتماعي نتيجة الحراك
الاجتماعي، لأنها تجعل الاتصال مباشرة بين الدول
(الأمم ) الفقيرة والغنية في العالم. ويظهر هذا الدولة. أفريقيا و ما يمثله
من صراع بين القومية القبلية، والسياح لهذا نرى العديد من المثقفين الأفارقة
يضايقهم التفكير في ذهاب السياح إلى
أفريقيا ، حتى لمجرد الذهاب لمشاهدة حديقة الحيوان .
·
للسياحة أثر في سرعة انتقال الأموال
المستخدمة في السياحة دون موانع في دوره إنفاق ينتج عنها تأثيرا مركبا في تنشيط
الخدمات والإنتاج في الدولة وهذا ما نطلق عليه بالأثر المضاعف ( Multiplier Effect ) .
( 1
: 279 )
·
تنقل الدولة من دولة متخلفة إلى دولة
متقدمة من خلال الحراك الحضاري والثقافي بين الشعوب، وهذه الحالة تنطبق على
أسبانيا التي أخرجتها من حالة الفقر إلى غني تنافس الدول الأوروبية الأخرى.
*-
تتيح السياحة الداخلية الفرصة للمواطنين التعرف على بلادهم وجمالها ولتعريفهم
تراثهم التاريخي، والحضاري مما ينعش اقتصادهم الوطني.
*- الدوافع
السياحية:-
هناك
عدد من المغريات جاذبة أو دافعة للسياحة، والمغريات هي مجموعة من العناصر لها قوة
التأثير على اتخاذ القرار في اختيار السائح جهة القصد السياحي، وهي تشكل العوامل
الجاذبة التي تتواجد في جهة القصد السياحي بغض النظر عن حجمها والوظيفة التي تشتهر
بها، وتنقسم تلك المغريات إلى:-
v
دوافع طبيعية: (بيئية)
كالماء
– اليابس –الفضاء . وهي تلعب دور بارز في إغراء السائح للذهاب إليها فعلى سبيل
المثال شلالات نياجرا (51متر) في الولايات المتحدة من المعالم السياحية الشهيرة في
العالم وإلى تولد الرغبة في زيارتها .... كذالك شلالات فيكتوريا ( ليفنغستون عام
1855) التي تقع على نهر الزمبيزي على الحدود بين زامبيا وزيمبابوي، يبلغ عرضها 1.7كم،
وارتفاعها 400قدم، كذلك شلالات أنجل التي اكتشفت عام 1935 من الطيار جيمي أنجل وهو
يبحث عن الذهب، يبلغ ارتفاعها 979مترا، وهي تقع جنوب شرق فنزويلا في منزه كانيما
الوطني. كذلك المغارات والكهوف والسفوح الجبلية، كذلك الظهور المفاجئ غير التقليدي
كالبراكين يولد الرغبة في السفر إليه.
v
دوافع اجتماعية وحضارية:
لاشك
أن التوافق الإسلامية.ولد الرغبة في القيام بالسياحة من جهة، والتوافق الاجتماعي
والحضاري والثقافي في جهة القصد مكانا يتولد لي الرغبة في السفر والعكس. فمواقف
المضيفين ودرجة الترحيب والود من جانب المواطنين في الدول المضيفة سيجعل الضيف يحس
وكأنه بين أهله، من هذا المنطلق تسعى العديد من دول العالم إلى إنعاش فولكلورها
الشعبي عن طريق إقامة المهرجانات والمعارض وإحياء التراث الشعبي. وتشمل المغريات
الحضارية على المعالم التاريخية القديمة مثل الأهرامات وعواصم مصر القديمة بمصر،،
والبتراء بالأردن، والقدس في فلسطين.
v
دوافع الثقافية:
يتمثل
في رغبة السائح للتعرف على مجموعة المعتقدات والسلوكيات وإسلوب الحياة في البلدان
التي سيزورها، فالسفر إلى باريس مثلا يتعرف السائح على الثقافة الفرنسية، أو إلى
أفريقيا وقبائلها، أو إلى الأحياء القديمة في المدن الإسلامية.
v
دوافع دينية
ترغب
صاحبها بالسفر لزيارة المساجد القديمة والكنائس القديمة والأديرة والعتبات الدينية....
( 10 : 214 )
-
أنواع السياحة
للسياحة
أشكال متعددة حسب الأسباب والآثار الخارجية لها، فهي تقسم حسب موطن السائح، عدد
السياح، طبيعة وسائل النقل، مدة الإقامة، والآثار الاقتصادية، والمالية للسياحة.
ويمكننا أن نتعرف على أربع أنماط السياحة هي:-
السياحة لهدف:
1.
السياحة الترفيهية:
يقصد
بها استثمار أوقات الفراغ بعيدا عن العمل ومسئولياته في السياحة من أجل المتعة
والراحة. (4
: 86 )
وقد
يطلق عليها سياحة وقت الفراغ: Leisure Tourism وهي أكثر أنواع السياحة انتشارا في العالم لوجودها في جميع أماكن
السياحة، ولها هدف عام هو قضاء العطلات والحصول على الإشباع النفسي والعقلي. الخ.
وقد تكون داخلية في داخل حدود الدولة أو خارجية في دولة أخرى وهي تشمل الاصطياف على
الشواطئ، ومن أمثلة ذلك البحر المتوسط والمحيط الأطلسي والهادي والهندي. أو التوجه
إلى المناطق الجبلية وخاصة المكسوة بالغابات للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة
الجميلة. والريفية مثل زيارة المناطق
المزروعة بالحقول أو بالفاكهة وغيرها من المزروعات. وأخيرا زيارة النوادي كنادي
الصيد بمصر، والنادي الأهلي أو الزمالك ...الخ. هذا بلغت نسبة الأمريكيين في الولايات
المتحدة الذين يسافرون للترفيه بنحو 80% ، وفي بريتين 85% حسب إحصاءات هيئة
السياحة في البلدين. ( 4 :86)
2.
السياحة الثقافية:
الهدف
منها اكتساب المعلومات والحصول على ثقافة واسعة ولها منابع عديدة في المعارض
والمتاحف والأسواق والمعابد والمناسبات الثقافية والأماكن الأثرية والقبائل
القديمة وغيرها مما يكسب ثقافة جديدة تضاف إلى المعرفة،ويكون انتقال السائح هنا
بهدف التعرف على الأمور السابقة، ونشيط هذه السياحة في معظم بلدان العالم .....
وتعد مدينة القدس ، ومدينة بيت لحم ، والناصرة ، والخليل ، من ابرز المناطق السياحية
الثقافية في فلسطين. وجدير ذكره أن الجماعات المثقفة والمتعلمة هي التي تشكل
الأغلبية الباحثة عن زيادة المعرفة من خلال السفر إلى تلك الأماكن.
3.
السياحة العلاجية:
ويقصد
بها التوجه إلى الأماكن السياحية التي توفر العلاج لبعض الأمراض المتعلقة بصحة
الإنسان، وقد ظهرت هذه السياحة مند بعيد،
ومكان الجذب لها المياه المعدنية بأنواعها من العيون، والحمامات، والمياه
الكبريتية، والطين والرمل – ثم اتجهت إلى مناطق الاصطياف الأخرى التي لها علاقة
بالعلاج كالشواطئ والغابات ( لراحة البال ) ولأهمية هذا النوع من السياحة بدأ يظهر
المدن الطبية العلاجية والتي تحتوي على كافة المستلزمات الترفيهية والعلاجية، إلا
أن الذي يؤخذ عليها هو ارتفاع تكاليفها، وبذالك فإن الممارسين لها هم من الفئات
الاقتصادية والاجتماعية الغنية، والدليل على ذلك أنها كانت للطبقة الحاكمة
الأرستقراطية في أوروبا حتى نهاية القرن التاسع عشر. ( 7 : 61 ) .
ولهذا
توسعت العديد من الدول في تقديم الخدمات العلاجية عن طريق الاستفادة من مواردها من
المياه المعدنية ومياه الساخنة والطين.
وتعد المياه المعدنية في فلسطين وكذالك
البحر الميت من أبرز الأمثلة للمناطق العلاجية. وقد نجحت الأردن في تسويق نفسها
كمركز علاجي يؤمه كثير من مواطني الدول العربية للعلاج في حماماتها مثل حمامات
معين وعفرة والحمة والزارة. كذلك مصر العربية يوجد بها العديد من الأماكن العلاجية
مثل العيون الكبريتية والمعدنية في منطقة حلوان والعين السخنة وعين السيلين في
الفيوم، وتوجد أكثر مناطق النافورات الحارة في العالم اتساعا وشهرة في أيسلندة حيث
تشغل مساحة 5000 ميل مربع، كما يوجد بها نافورات يصل ارتفاعها إلى أكثر من خمسين
مترا. (7
: 65)
وجدير ذكره أن القيمة العلاجية للمياه المعدنية
قد عرفت منذ بعيد، ففي زمن الرومان كان الاستشفاء بالحمامات المعدنية في أكس ليبان
وأكس لاش ابل فنا ونظاما متكاملا. (7 : 61)
4.
السياحة الرياضية:
هي
السياحة التي تجذب هواة الأنشطة الرياضية المختلفة كمباريات كرة القدم والسلة
وألعاب القوى والسباحة والتزلج على الماء والثلج ومصارعة الثيران وسباق السيارات
والخيول ...الخ.
ولا
يوجد دولة في العالم تمارس جميع هذه الرياضة، إلا أن هناك كثير من الدول تتخصص
بعدد منها أو بعضها على سبيل المثال اسبانيا التي تشتهر برياضة الثيران واليونان
موطن الأولمبيات وسباق السيارات في فرنسا.
5.
سياحة إنجاز المهمات والأعمال:
وهي
السياحة التي تتم من خلال المشاركة في المؤتمرات محلية و إقليمية ودولية وتناقش
كثيرا من الأمور، مثل المجالات العلمية، والمواضيع العسكرية والسياسية والفنية
والتربوية والبيئية والاقتصادية، وتعقد هذه المؤتمرات في كثير من دول العالم ومن
أشهر تلك الدول سويسرا التي تتميز بحيادها وموقعها الجغرافي المتوسط في العالم،
وكذالك مدينة نيويورك التي تستضيف كثيرا من المؤتمرات الدولية ومدينة القاهرة التي
يوجد بها جامعة الدول العربية.
ولا
تقتصر الأنشطة على تلك المؤتمرات فقط بل نجدها تشتمل على أنشطة متعددة منها الترفيهي،
ومنها التجاري أو التسوق، ومنها زيارة المناطق الأثرية وخاصة بعد انتهاء المؤتمر.
6.
السياحة التاريخية:
وهي
السياحة التي تهدف إلى التعرف على أثار الشعوب وحضارتها، حيث يقوم السائح بزيارة
المواقع الأثرية والمتاحف، ويحضرون المعارض المتنوعة وتجذب هذه المواقع الزائرين
من داخل الدولة وخارجها مثل البتراء بالأردن والأهرامات بمصر وسور الصين العظيم
الذي يمتد لمسافة 1500 ميل.
7.
السياحة الدينية:
هي السياحة المرتبطة بزيارة الأماكن الدينية المقدسة عند جميع
الديانات، والتي تشكل جزءا من عقيدتها، ففي كل عام تستقبل الأماكن المقدسة
الملايين من الحجاج والزائرين حيث تقدم لهم الخدمات الأساسية أثناء إقامتهم ومن
أبرز الدول التي تشتهر بهذا النوع من السياحة المملكة العربية السعودية للحج
والعمرة، وفلسطين لزيارة كنيسة المهد والقيامة والقدس الشريف، والهند لزيارة تاج
محل الذي يؤمه ألاف السياح الهنود كل عام، والفاتكان بإيطاليا حيث مقر البابا.( 9 :290)
-
السياحة حسب المكان:- يقصد
بها الداخلية: أي المكان الذي يقصده السائح:
1- السياحة
الداخلية:
وهي
التي يمارسها السكان داخل حدود الدولة التي يعيشون فيها حيث يمارس سكانها السياحة
في المناطق الريفية أو المدن والمناطق السياحية أو الأنهار.
2- السياحة
الدولية:
أولا:بها
انتقال الفرد من دولة إلى أخرى من أجل السياحة لمدة تتجاوز 24 ساعة وقد تطورت هذه
السياحة بشكل كبير في الوقت الراهن حتى أصبحت في ازدياد ومستمر فبعد إن كان العدد
السياح عام 25 مليون سائح عام 1975 تصبح عام 2004 إلى 763 مليون سائح، وتعد أوروبا
أكبر القارات لهذا النوع من السياحة ثم أمريكيا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأسيا
وجزر المحيط الهادي وأخيرا أفريقيا والشرق الأوسط ( لماذا ).
الفصل الثاني
العوامل
المؤثرة في الجذب السياحي:
تلعب
تلك العوامل دورا هاما في تحريك النشاط السياحي والتأثير فيه. وتنقسم تلك العوامل
إلى:
1-
الطبيعية المؤثرة في الجذب السياحي:
2- البشرية المؤثرة في الجذب السياحي:
أولا : العوامل الطبيعية المؤثرة في
الجذب السياحي:
1- الموقع الجغرافي:
للموقع
الجغرافي بمختلف أنماطه تأثيرات متباينة على صناعة السياحة، إذ يلعب دورا هاما في
تحديد خصائص بعض عناصر المناخ، وأشكال النبات ذات الجذب السياحي، فليس غريبا أن
نرى أن أحد أهم مراحل الدراسات الأولية لنجاح عمل تنمية سياحية مستدامة هو الاختيار الموفق للموقع
المراد عمل مشاريع سياحية فيه. ويأتي الدور أل Local من خلال دراسة علاقة الموقع مع كل من المناخ
والنبات وحياة الإنسان ومستواه الحضاري والأنشطة الاقتصادية السائدة. ( 1 : 65 )
وهناك عدد من
الواقع:-
1. الموقع
الفلكي: Location
2. الموقع
الجغرافي: Situation
3. الموقع
البؤري: Local
وهو تجمع لخطوط المواصلات .
4. الموقع
العقدي: Nodal
المرتبطة بالظاهرات الجغرافية الطبيعية كالممرات
الجبلية أو الوديان.
5. الموقع
ألمدخلي: portal
Gate way
( طبيعية وبشرية ) عند مدخل إقليم أو ممر بحري أو حبلي أو نهري.
6. الموقع
المركزي: C.B.D
7. الموقع
الهاشمي: Marginal
المتطرف.
وتتباين
قيمه المواقع الجغرافية لدول العالم تبعا لمستوى تمتعها بطرق ووسائل النقل
المختلفة، فالموقع الجغرافي الجيد لبعض الدول ساعد في رواج صناعة السياحة بها
لسهولة اتصالها بالعالم الخارجي، خاصة إذا كانت موقعها قريبة من نطاقات الطلب
السياحي الرئيسية. كما هي الحال إلى موقع كوريا وتايوان وهونج كنج وسنغافورة
وتايلاند القريبة من اليابان التي تعد مركزا مرسلا للسياحة . (كوريا
61% من جملة السياحة – الفلبين 30%ه ك 35% ) .
والموقع
الجغرافي لفرنسا وقربها من الشمال الأفريقي يفسر لنا ارتفاع نسبة السياح الفرنسيين
على المغرب 23% وتونس 38% والجزائر 40% ، أما موقع جزر البحر الكاريبي من سواحل
المكسيك والبرازيل وفنزويلا القريبة من U.S.A وكندا يفسر لنا ارتفاع نسبة
السياح الأمريكيين للدول الآتية كندا 95% ، المكسيك 84% والباقي تزيد عن 60 %.
وكذالك
الحال بالنسبة للسياح الأستراليين المتجهين إلى نيوزيلندا، أو الذين بلغت نسبتهم
60% من جملة السياح.
وعلى
العكس من ذالك الدول ذات المواقع الجغرافية البعيدة والمتطرفة عن أسواق السياحة
الرئيسية تعاني من صعوبة الحصول على حصتها السوقية من السياحة لارتفاع تكاليف
السفر إليها بحكم طول المسافات الواصلة
بينها وبين العديد من الدول المصدرة للسياح. كما هي الحال لاستراليا ونيوزلندا
والأرجنتين وجنوب أفريقيا.
وأحيانا
يكون للموقع الجغرافي البؤري دور مباشر في نشاط صناعة السياحة فيها كما هو الحال
بالنسبة لجزر الهاواي الواقعة على طرق أسيا وأمريكيا الشمالية عبر المحيط الهادي
الذي يضم ستة جزر بركانية التي تنطبق عليها هذه الخاصية كذلك جزر كناري والرأس
الأخضر من المحيط الأطلسي . ( 6 : 88 )
ثانيا: توزيع اليابس
والماء:
يتبين من تتبع
الخريطة التفصيلية لقارات العالم عدة حقائق رئيسية نذكر منها :-
تركز معظم اليابس في النصف الشمالي
والمائية في النصف الجنوبي. وهذا يعني تقارب اليابس في النصف الشمالي والعكس في
الجنوبي، وهذا يفسر السياحة أنشط في الشمال من
الجنوب .
خريطة
البحر الكاريبي
·
تباين المسطحات المائية من حيث الموقع
والذي أثر على الخصائص الطبيعية للمياه من حرارة ولون وصفاء وكثافتها وتجاه
تياراتها البحرية التي يمكن استثمارها سياحيا ويمكن ذكر بعض الأمثلة على النحو
التالي:
A. استثمار
الموارد السمكية في ولاية فلوريدا الأمريكية وجزر الكاريبي ساعد على تنشيط السياحة
وهواة الصيد. وتنظيم مهرجانات للصيد خلال فترات محدودة من السنة.
B. استثمار
تجمعات الشعاب المرجانية في بعض المناطق البحرية كمزارات سياحية تجذب أعداد
متزايدة من السياح للتمتع بمناظرها الجميلة كما في بعض جزر الكاريبي وشرق استراليا
وسواحل العقبة والأردن والبحر الأحمر.
C. استثمار
الممرات المائية بين الأرخبيلات في الرياضة المائية، مثل ممرات المياه لجزر
اندونيسيا والفلبين واليابان .....
ý
اختلاف الكتل القارية في العالم من حيث
طبيعة وطول سواحلها البحرية بالنسبة لمساحتها. وهي ظاهرة تعكس طول السواحل
المتعرجة التي يكثر فيها نطاقاتها الخلجان البحرية وأشباه الجزر وهذه من الظواهر
التي استغلت سياحيا وخاصة في أوروبا وأمريكيا وجنوب أسيا .
·
مظاهر المياه الجوفية :-
الذي
يهمنا في المياه الجوفية مايخدم السياحة
من الينابيع والعيون ، والنافورات : وتشكل هذه المياه عاملا مهما للجذب السياحي
وخاصة إذا كانت تلك الينابيع أو العيون مياه تستخدم في العلاج الإنساني أو مياه
ساخنة والتي تنتشر في كثير من مناطق الوطن العربي والتي تاخد هذا الاسم العيون
الساخنة ...... ( الشلالات – المساقط المائية ) .
ثالثا:
الأشكال الجيولوجية:
اهتم
الدارسين الذين لهم علاقة بصناعة السياحة بهذا العامل مؤخرا لما له من جاذبية تجدب
السياح لما له من صخور جميلة المنظر وحفريات غريبة التكوين تعمل على جذب أعداد
كبيرة من السياح الوافدين وتتفاعل هذه الأشكال الجيولوجية مع عوامل التعرية
المختلفة لتكون لنا أشكالا صخرية منفردة الملامح منها :-
·
المسلات البحرية : SEA STACKS
والتي تمتد أمام بعض
السواحل البحرية والتي تكونت بفعل نحت الأمواج في التكوينات الصخرية الساحلية ومن
أشهرها مسلات الريشة الممتدة أمام ساحل مدينة بيروت في لبنان وصخور الساحل الغربي
لجزيرة وايت WIGHT قبالة الساحل الجنوبي البريطاني إلى الجنوب
الغربي من مدينة بورث سميث.
·
الكهوف أو المغارات الطبيعية: Caves
وهي عبارة عن تجاويف في التركيب الصخري الممتد إما
على الجروف الساحلية، أو تحت مستوى سطح الأرض ومنها ما يتكون في الصخور الجيرية
بفعل المياه الجارية مكونة كهوف بديعة المنظر تنفرد بوجود رواسب كلية، إما أن تكون
مدلاة من سقف الكهف تسمى هوابط Stalactite أو
قائمة من الأرض للكهف صواعد Stalagmite ومن
أمثلتها مغارة جعيته الواقعة عند المجرى الأدنى لنهر الكلب في لبنان والتي تعد من
المزارات السياحية الهامة في لبنان وتكثر هذه الكهوف في إقليم الكارست في
يوغسلافيا المطل على البحر الأدرياتي وفي شبه جزيرة المورة باليونان .
وتتعرض بعض التكوينات
الصخرية ذات الأشكال المميزة للتلف الأمر الذي يفقدها قيمتها السياحية بسبب
العوامل الآتية :
1. قيام
العاملين ببعض المنشآت الصناعية الهدايا
التذكارية بتكسير أجزاء من الصخر كتذكار ...
2. التخريب
المتعمد نتيجة لكثرة السائحين الذين لا يلتزمون بالتعليمات.
3. تغيير
ملامح بعض الشواهد لكثرة السياح عليها وكل واحد يترك بصمة عليها كالرسم أو نقش
الاسم ...
4. التخريب
بفعل الرياضة البحرية للشواطئ المرجانية كما يحدث في الصخور المرجانية شرق
استراليا الذي فيه أكبر ولأطول تجمع مرجاني في العالم يمتد ل48كم وهو حاجز مرجاني
كبير يدعى ( Great
Barriers Reef).
رابعا
: مظاهر السطح:-
تتباين
مظاهر السطح المؤثرة في صناعة السياحة بشكل كبير تبعا لخصائصها وهي تضم المرتفعات
الجبلية والخوانق والأودية والهضاب والجزر .
وتعتبر الجبال التي
تشكل 10% من مساحة اليابسة من أهم مناطق الجذب السياحي لارتباطها عادة بظواهر أخرى
متنوعة مثل الأشكال النباتية الطبيعية وأنماط الحياة الحيوانية الفطرية والمياه
الجارية عليها والهواء النقي وطبيعة أشعة الشمس الساقطة عليها وتأثيرها الصحي
المنعش لبعدها عن مصادر التلوث . فنجد أن الجبال في العروض المعتدلة أو الباردة
تستغل في الشتاء لممارسة التزلج على الجليد وهي الأكثر شيوعا في العالم وفي الصيف
تستغل من أجل الاستجمام لتوافر الهواء النقي والهدوء.
ويمثل
ذالك في المرتفعات الألب الأوربية وخاصة في سويسرا أو إيطاليا والنمسا وألمانيا .
ونطاق روكي في الولايات المتحدة وكندا.
أما
المرتفعات المناطق الحارة فتتميز باعتدال درجات الحرارة بها وقد استغلت هذه الجبال
للاصطياف كما في لبنان والجزائر وتركيا وأفريقيا وجنوب المكسيك بل إن بعض الحكومات
في هذه المناطق تتخذ من تلك المرتفعات مقرات لها للراحة مثل مدينة الطائف في
السعودية . ومدينة باجو في الفلبين.
ونتيجة
لزيادة الاهتمام بالمرتفعات كمناطق سياحية نجد أن كثير من الحكومات وجهت أنظارها
إلى تلك الأماكن من خلال مد الطرق المرصوفة فيها والذي أدى إلى تغيير ملامح الجبل
الطبيعية وزاد من التلوث عليه . بالإضافة إلى تحويل الإنسان لكثير من المرتفعات
إلى مدرجات ليحل محلها زراعة وهذا أدى إلى هروب كثير من الحيوانات البرية إلى
النطاق الخلفي من الجبل والذي تتسم بالفقر ( كيف ) ؟؟
بل
أن بعض الحكومات الأمريكية استغلت بعض جبالها لنحت عليه رؤوس أربعة من رؤساء
الولايات المتحدة – وهم جورج واشثنوت – جيفرسون ورزفلت ، ابراهام لينكولن ، وذالك
لتشجيع السياح وتذكيرهم بالرؤساء القدامى.
وتتسم
بعض المرتفعات بوجود خوانق ضيقة كونتها بعض الأنهار مكونة منطقة ذات جمال خلاب مثل
الأخدود العظيم Grand
canyon الذي شكله نهر كلورا دو في ولاية أريزونا
الأمريكية ويبلغ عمقه حوالي ميل وطوله 2.7ميل المناخ: ميل وهو يشكل منطقة جذب
سياحي كبير تستهوي العديد من السياح. ( 1 : 88 , 89 , 90 )
خامسا: المناخ:
للمناخ
تأثير مزدوج على صناعة السياحة حيث يؤثر بصورة مباشرة في أنشطة السياحة والترويج
بما توفره من جذب سياحي بهدف التمتع بأشعة الشمس أو لاستفادة من نسيم الجبل
والوادي نسيم البر والبحر.
والتأثير
غير المباشر للمناخ في مجال السياحة في الحد من النشاط السياحي وخاصة في فصل
الشتاء في المناطق الباردة أو المعتدلة . وعلى ذالك يمثل المناخ مجال استثماري
كبير إذا أحسن استغلاله من أجل تنشيط السياحة ومن هنا تبدو العلاقة وثيقة بين
المناخ والسياحة وفيما يلي وصفا لأهمية العناصر المناخية في الجدب السياحي.
·
سطوع الشمس :-
الشمس
هي مصدر الحرارة وضوء الأرض والتي ترسل عدد من الأشعة التي تستخدم في العلاج مثل
الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية وأشعة X وتختلف الأشعة الشمسية باختلاف زاوية سقوط
الأشعة على الأرض منها رأسي ومائل جدا .
ويختلف طول فترات سطوع الشمس على السياحة فنجد أن طول سطوع الشمس يزيد من كمية الإشعاع الشمسي المرسلة على الأرض فمثلا نجد أن الدائرة الاستوائية يتساوى فيها
سطوع الشمس من عدمه 12 ساعة لكل –يوم –أما المنطقة الواقعة على مدار السرطان إلى
16 ساعة في المتوسط .
ويعد
الطقس الجميل أحد عوامل الجذب السياحي حيث تنعكس أهمية سطوع الشمس وطول فترة
الإشعاع الشمسي في رحلات السياحة الداخلية في بريطانيا حيث تسمى بS B in one sea, sun , some , وتقع مثل هذه المنتجعات في جنوب بريطانيا.
وتعد
أشعة الشمس عنصرا هاما للسياحة العلاجية إذ يتحد النشاط العلاجي وفقا إلى درجة
سطوعها ومدى درجة الإشعاع الصادر منها حيث نجد أن ضوء الشمس يعالج لين العظام
والكساح من خلال فيتامين د الذي يساعد الجلد على تكوين البروتين كما أن للأشعة
الشمسية تأثير فعال على إفراز العصير المعدي وضغط الدم وزيادة الدم والكالسيوم
والفوسفور وتزيد من مقاومة الجسم ضد المرض .
أما
التأثير السلبي فهو ضربات الشمس نتيجة التعرض لها وهي مرتفعة كذالك غيابها نتيجة
لوجود الغيوم يؤدي إلى نقص في فيتامين د أو التقليل من الأشعة فوق البنفسجية .
درجات الحرارة
والرطوبة النسبية . الحرارة أحد عناصر المناخ، بل هي أهمها جميعا، لأنه إلى جانب
آثارها المباشر على صور الحياة المختلفة على سطح الأرض، فإن لها تأثيراتها المتباينة
على كافة عناصر المناخ الأخرى، ففي ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض معدلات الرطوبة
كما في المناخ الصحراوي يتبخر العرق من الجلد مسببا بعض الأمراض مثل الجفاف ويترك
قشرة ملحية على الجلد يسبب الأمراض.
كما
أن ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو تزيد عن
70%فهذا يعني أن الهواء لا يستطيع امتصاص رطوبة الجسم الناتجة من ارتفاع الحرارة ،
وبذالك يكون الإحساس بعدم الراحة وارتفاع حرارة الجو يؤدي إلى الخمول والكسل
والملل وهذا يعني أن مثل هذه المناطق لا تجذب السياح لها .
*- الضغط الجوي من العناصر الهامة
للمناخ التي تؤثر على حركة السياحة فنقص الضغط الجوي يتوافق مع نقص الأكسجين مما
يحدث تغيرات وانتكاسات فسيولوجية أو مرضية بحسب سرعة ومدى التعرض للانخفاض .
حيث
أن لها تأثرها على الجهاز التنفسي وضغط الدم والجهاز الحراري في الجسم ، وهي أمراض
داء الجبال الذي قد يحدث أثناء سياحة المغامرات وتسلق الجبال ومن المسلم به علميا
أن الضغط الجوي ينخفض كلما ارتفعنا عن سطح البحر وبدراسة تأثير هذا الارتفاع مع
انخفاض معدلات الضغط الجوي في المناطق الجبلية الذي يصل ارتفاعها ما بين 2000 – 500 متر وجد أنها تفيد في
علاج الأمراض الصدرية والتهاب والشعب الهوائية وزيادة نشاط الدورة الدموية وزيادة
كفاءة الانتظام الحراري للجسم.
*- الرياح :- للرياح دور كبير في
التأثير على السياحة حيث نجد أن الرياح الساخنة المحملة بالأتربة التي تهب على مصر
( الخماسين ) في فصل الربيع تعطل حركة
السياحة وتعرقل أنشطة الاستجمام والترويح كذالك الرياح القارية أو الباردة تحد من
الأنشطة السياحية مثل التزلج.
لهذا
يراعي عند تخطيط المنتجع الصحي التعرف على اتجاهات الرياح وعمل مصدرات لا يتعرض
الضيوف لمثل التيارات الهوائية التي تؤثر على صحتهم وتسبب لهم الأمراض الالتهابات
الرئوية أو الجهاز التنفسي ونزلات البرد ....
وفي
المناطق الساحلية يعتبر نسيم البر والبحر من المشجعات على القيام بالرحلات وأغلب
المناطق الساحلية التي لها تأثير هي بين المدارين في المسطحات المائية وذالك للفرق
بين حرارة اليابس والماء المسببة لنسيم البر والبحر أما في المناطق الشمالية
والباردة فإن تأثير نسيم البر والبحر يكون محدود جدا (لماذا ) وذالك أن الاختلافات
في حرارة اليابس والماء لا تكون كبيرة بحيث لا يمكن قياسه.
بالإضافة إلى أن
الظواهر الجوية الأخرى تغطي عليه وأحيانا تخفي أثره.
ومن
الظواهر الأخرى التي لها علاقة بحركة الرياح نسيم الوادي والجبل وهي ظاهرة انسياب
الهواء البارد من أعلى سطح الجبل خلال الليل إلى مناطق الوديان بسبب كثافة الهواء
البارد أعلى سطح الجبل أو ثقلها وارتفاع كتل الهواء الدافئة لتحل محل الكتل
الباردة ، ويحدث ذالك بفعل انعكاس الإشعاع الشمسي ( الألبيدو) فتنشأ حركة من رياح
الوادي إلى أعلى الجبل.
وبصورة عامة تظهر
تأثيرات الرياح على المواقع السياحية من خلال :-
1. أثر
الرياح على تعرية التربة.
2. أثر
الرياح على انتشار الحرائق.
3. أثر
الرياح على الألعاب الرياضية.
·
الأمطار:
فهي
تعميق الأنشطة السياحية وخاصة إذا ما زادت معدلاتها، فهي تحجب أشعة الشمس التي
تعتبر العنصر الرئيسي للسياحة، ولكن من مظاهر المطر التي تشد السائحين وقت الأمطار
هو قوس قزح الذي يبهج كثيرا من السائحين. ( 1 : 91 )
ثانيا:
العوامل البشرية المؤثرة على السياحة:
إن
العوامل البشرية المسئولة عن القيام بالسياحة لها أشكال متعددة كلها من صنع
الإنسان ، فالحياة الاجتماعية والثقافية والإرث الحضاري وطباع الشعوب وعاداتها حيث
الفلكلور والصناعات اليدوية ذات الطابع المحلي والطقوس الدينية وألوان الأطعمة
وألوان الفن من غناء وموسيقى ورقص ونماذج من السكن البدوي والحمالون كلها من صنع
الإنسان وتطوره الحضاري لهذا النوح البشري المؤثر على السياحة .
إلا
أن هذه العوامل جميعها تفتقر إلى عنصر المنافسة فيما بينها لغلب العوامل الطبيعية
على البشرية فمعظم السياح يقصدون المواقع الطبيعية التاريخية من المقام الأول
......
الإنسان:عوامل
البشرية في التسهيلات التي يقيمها الإنسان سواء كانت ذات بعد تاريخي أم حديثه
وليست المنتزهات وحمامات الباحة ودور السينما إلا سبل تعزيز السياحة البشرية ،
ولما كان الاختلاف في أذواق السائحين أكثر تعقيدا في هذا الزمان فإن هذه التسهيلات
تسعى إلى التطوير المستمر من أجل <ذب الزائرين .
1-
الإنسان :
يعتبر
الإنسان أهم مكون من مكونات السياحة البشرية حيث يسعى هذا الإنسان من وراء قيام
بالسياحة إلى تحقيق مكاسب سياحية منها :-
أ-
تحقيق الراحة والانتعاش للجسد والذهن بل
وأصبح هذا الطلب ضروريا في الحياة الحديثة المتميزة بالسرعة والضغوط والاجتهاد.
ب-
تحقيق المتعة والإثارة بالأشياء الجديدة
وهي شهية عملت وسائل الإعلام على تدعيمها والرواج لها.
ت-
لممارسة الأنشطة الرياضية مثل التزحلق
وتسلق الجبال وركوب الخيل والقوارب والصيد والسياحة ... الخ.
ث-
لأغراض الطبية والحصول على الهواء
المنعش والشمس المشرقة ...الخ
ج-
الاهتمام بالمناطق التاريخية والأثرية
والإطلاع عليها وقراءة التاريخ من خلالها .
من هنا نجد أن هذا
الإنسان ومنذ البداية لم يتجه إلى السياحة إلا إذا توفرت لديه عناصر ثلاثة هي: - ( الوفرة المادية
– ووقت الفراغ – وتولد الرغبة في ممارسة أنشطة جديدة خلاف الأنشطة التقليدية ).
ولو ألقينا نظر على الإنسان قديما الذي كان يمارس
الزراعة والصيد وتربية الحيوان وقطع الأشجار والبحث عن المعادن يسعى اليوم إلى
إشباع رغباته في اقتناء الآثار واللوحات والتماثيل وطوابع البرية والعملات القديمة
وغيرها من جوانب اهتمامات الإنسان في الوقت الراهن.
2-
النقل والمواصلات:
يرتبط
التطور في السياحة ارتباطا وثيقا بالتقدم في تكنولوجيا المواصلات ، ولا تصبح
المواقع أكثر جذبا للسائحين طالما لا تتوفر فيها إمكانية الوصول ، بصرف النظر عما
تقدم من تسهيلات وقد ارتبط بالتطور بالنقل بالسكك الحديدية ، وفي فترة ما بعد الحرب
العالمية الثانية أدت الزيادة في امتلاك السيارات إلى زيادة مماثلة في السياحة
الداخلية في المنتجعات الدولية ، ولم يكن التغير في حجم الحركة فقط بل في تعديل
أنماطها ، مما انعكس بدوره على أنماط تنميتها .
ويذهب سميلز Smailes إلى إمكانية الوصول إلى المواقع السياحية
تلعب دورا لا يكاد تختلف عن الخصائص الجمالية المائية ، في حين يرى بيربيللو أن
تسهيلات النقل والمواصلات ساعدت على خلق المراكز السياحية خلقا جديدا .
تعد
السكك الحديدية ، المساهم الفعال في خلق الأماكن السياحية في بداية القرن السابع
عشر حيث ساهم تحسين أداء هذه المواصلات إلى تشجيع السياح بالركوب فيها وخاصة أن
الدول عمدت على تحسينها باستمرار ففي الولايات
المتحدة صمم 1870 قطارات الدرجة الأولى على يد الأمريكي بولمان حيث يسرت الرحلات
الطويلة ، من عناء فرنسا قطار سريع تبلغ سرعته 320كم ساعة وتصمم اليابان قطار
مغناطيسي سرعته 300ميل ساعة.
وقد
استمر عصر السكك الحديدية حتى بداية الثلاثينات من القرن العشرين منافسا لكل وسائل
المواصلات الأخرى بعدها بدأ السفر بها يعاني من تدهور سريع كما أصبح غير اقتصادي
ويعود ذالك إلى المنافسة الشديدة من قبل السيارات والطائرات وقد ساعد ذالك ارتفاع
الدخول لدى الأفراد هذا فظلا عن أن السكك الحديدية غير مرنة في تمثيل إلى التركز
وتنحصر الحركة عليها في مسارات معينه.
ومن
أمثلة التوافق بين السكك الحديدية والتطور في مجال السياحة في مصر والتي تعد من
الدول الأولى في هذا المجال ، فقد برز الدور الذي لعبته السكك الحديدية في خدمة
حركة الاصطياف وكانت تسمى قطارات البحر بين القاهرة والإسكندرية في موسم الصيف
بأجور زهيدة بل وتشجيع الحركة عن طريق إدخال نظام التذاكر المشتركة بين الفنادق
والقطارات حسب المدة ومن الأمور التنظيمية الأخرى ذالك القطار المعروف بقطار
النزهة أو قطار المفاجآت حيث كانت القطارات إلى جهات لا يعلمها الراكب أو المنتزه
إلا في الطريق وذالك لخلق مفاجئة عنده السائح.
ويعد
التقدم في صناعة السيارات في مطلع القرن العشرين ثورة في حركة السياحة والاستجمام
بواسطتها أصبحت السياحة مرنة والأماكن المزارة أكثر ارتيادا لكل الأفراد ، كما
قدمت المرونة في اختيار المكان وطول الفترة الاستجمام كما ساعدت على الحركة
السريعة والاقتصاد في الوقت حتى أصبحت أكثر شعبية ومكنت الأشخاص من السفر بعيدا في
حرية كاملة . كما شجعت على قضاء الإجازات القصيرة وعطلات نهاية الأسبوع مما دعا
البعض إلى تسميته السيارة أداة الاستجمام Recreational ويرى
ميشل إلى أنه لكي يتم فتح دولة ما أمام السياحة وتطوير وإنشاء مراكز سياحية جديدة
فإن ذالك يتطلب ب:
-
وجود شبكة آمنة وواسعة من الطرق التي تربط بين المناطق
السياحية.
-
وجود شبكة طرق ثانوية لتسهيل عملية الربط بين الطرق الرئيسية .
-
أن يشمل نظام الطرق كل أرجاء الدولة، لكي يشجع السائح على
الحركة.
-
تماش وجود نهايات ميتة في الطرق لكي لا تمثل عائقا للسيارات.
ويرى البعض أن
إمكانية استئجار سيارة للقيام برحلة ساعد
على زيادة الاهتمام بالسيارات للقيام بالرحلات ...
وهناك
العديد من الأمثلة توضح أثر الطريق البرية استخدامها.لمناطق السياحية ففي فرنسا
كان تهيئة طرق سريعة ومداخل سريعة وسهلة للمنتجات القائمة وراء زيادة استخدامها
... كذالك أسبانيا التي صنعت طرقا برية إلى الجبال البرانس وسيرا نيفادا إلى توجه
السياح للاستجمام في المناطق الطبيعية الجبلية هذه .
3- النقل الجوي:
أما النقل الجوي:
فمع
بداية استخدام الطيران في أعقاب الحرب العالمية الثانية أصبح من الممكن الانتقال
لمسافات طويلة في سرعة وسهولة كما أمكن بواسطتها قضاء الإجازات القصيرة في الأماكن
البعيدة ذات الجذب السياحي الفريد.
مثل
أيسلندا ومصر وبرمودا التي على بعد ألف ميل من ساحل أمريكيا الشمالية وغيرها من
الأماكن التي يقصدها السياح بالطائرات. وقد زاد من استخدام الطائرات أن أصبح هناك
طيرانا داخليا يقصدها لأثرياء للسفر داخل الدولة.
وهناك
الأمثلة العديدة التي تبرهن على أهمية دور الطيران في تنمية المواقع السياحية ساحل كوستادل سول على الساحل الجنوبي من إيطاليا
يتمتع بمناخ ممتاز على مدار السنة أصبح مشهورا بعد استخدام الطيران. كذالك جزر
سيشل في المحيط الهندي لم تعرف السياحة إلا عام 1971م عندما أقيم بها مطار أخرجها
من عزلتها وبدأت تستقبل السياح.
وتعزى التنمية
لسياحية في جزر فيجي إلى إنشاء خدمات الطيران بها حتى أنها استعانت بالطيران
الاندونيسي لكثرة الزائرين عليها وعدم
استطاعة طيرانها تلبية الغرض.
· عيوب
النقل والمواصلات :
1. المنافسة
الحادة بين وسائل النقل المختلفة وكان بعضها يقتل بعض فنزلت السيارات قضت على
السكك الحديدية والطائرات قضت على السيارات وهكذا...
2. أدى
استخدام السيارات إلى انخفاض شعبيه بعض الأماكن السياحية لسهولة الوصول إليها
باستمرار.
3. التحسن
في وسائل النقل إلى الازدحام الشديد مما زاد من الضغوطات على السياح مما جعل مناطق
الاستقبال أقل جذبا للسياحة.
4-
تسهيلات الإقامة أو الضيافة:-
مهما كانت درجة
الجاذبية: المنطقة السياحية ، فإن الإقبال عليها يصبح محدودا إذا لم تتوفر فيها
التسهيلات الأساسية التي يتطلبها السائح
وتضم هذه التسهيلات قطاع الضيافة – وهو يختلف باختلاف موضع الجذب السياحي ، كما أن
الضيافة تمثل أحد عوامل الجذب ، وعليها يقع عبث اختيار الموقع السياحي ، مدة
البقاء ونمط السفر و الأنشطة التي تمارس ، فضلا عن الإنفاق ، وتشكل الضيافة ميدانا
هاما للعمالة والدخل ، كما يتأثر حجم الزوار في أية منطقة إلى حجم التسهيلات .
وحتى
منتصف القرن التاسع عشر فإن جملة الرحلات كانت تتم أما لأسباب العمل أو العطلات أو
التجارة وكان حجمها محدود للغاية كذالك كانت مراكز الإقامة محدودة في الخانات
وبيوت الضيافة الصغيرة حتى جاء القرن العشرين وظهرت الفنادق الأولى بسبب الرواج
السياحي والدعاية له وتوفير الطرق المختلفة للسفر كالبواخر والسيارات والقطارات
والطائرات وأصبح هناك تنافسا بين مراكز الإيواء لتقديم التسهيلات المطلوبة لجذب
السياح إليها . وتشمل محلات الإقامة على :-
·
الفنادق بمختلف أنواعها وتقدم كافة
أنواع الخدمات ..
·
الهوتيلات تصمم لمستخدمي السيارات مثل
ضيافة الترانزيت.
·
البنسيونات ، مساكن للنوم فقط.
·
بيوت الشباب عمارات للشباب فقط.
·
الخيام والكرتانات.
4. تسهيلات
الإمداد :- حيث تتطلب خدمات الإقامة والضيافة إلى تسهيل في عملية الإمداد بالمواد
الأزمة للسياح وخاصة تلك المحلات التي توجه نشاطها إلى الحركة السياحية على وجه
الخصوص مثل المحلات التجارية محلات الأدوات الرياضية والتذكارية. والمطاعم
والصيدليات.
وتتوقف أهمية هذه
الخدمات في أي منتجع على تكرار استخدامها وتنقسم هذه الخدمات إلى:-
·
خدمات الاستخدام اليومي كألوان الطعام
والشراب.
·
خدمات الرفاهية مثل محلات الصناعة والملابسة
...
·
الخدمات الأمنية والصحية ...
1. خدمات
البنية الأساسية :-
هذه الفئة على درجة كبيرة من الأهمية فهي تخدم جملة التسهيلات والعوامل البشرية
السابقة وتشمل كل أشكال البناء التي يتطلبها السكان ويمكن تقسيمها إلى :-
·
خطوط الاتصال بالعالم الخارجي.
·
طرق النقل والمواصلات.
·
الإضاءة والتدفئة والطاقة والمياه
والصرف الصحي.
·
محطات للسفر ووسائلها.
·
الفنادق والمطاعم ووسائل التسلية
والأسواق.
·
وكلها خدمات مستهلكة غير مربحة على
المدى القريب.
وخلاصة القول أن نجاح
أي منطقة سياحية يعتمد على المزج الكافي بين هذه القطاعات الخدمية ، فعناصر الجذب
الطبيعية لابد أن تدعمها عناصر الجذب البشرية لكي توسع الرغبة في التوجه إلى
الأماكن السياحية والتوازن بين هذه القطاعات يمكن التعبير عنه بمصطلحات الكم
والكيف ، فتسهيلات الضيافة عالية القدر في منطقة جذب متواضعة أمر غير مرغوب فيه.
وفي هذا الصدد إن
المنتج السياحي على عكس المنتجات الأخرى لا يمكن تخزينه أو بيعه مرة أخرى فليس
هناك سوق تباع فيها السياحة أو بيع ليلة في فندق ما....... ( 4 : 22 )
المراجع
1-
حسن عبد القادر
صالح’’ السياحة في الوطن العربي ‘‘ شؤون عربية، 76كانون الأول، 1993.
2-
عبد السلام أبو
قحف ’’ محاضرات في صناعة السياحة‘‘ المكتب العربي الحديث، الإسكندرية، 1985 .
3-
عبد القادر
إبراهيم حماد وناصر محمود عيد ’’ مدخل إلى الجغرافيا السياحية‘‘ دار اليازجي
للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2007.
4-
عبد القادر حماد،
ناصر عيد’’ مدخل إلى الجغرافيا السياحية‘‘ دار اليازجي للطباعة والنشر والتوزيع،
الطبعة الأولى، 2007.
5-
محمد خميس الزوكة
’’ صناعة السياحة من منظور جغرافي‘‘ دار
المعرفة الجامعية، القاهرة، 1996.
6-
محمد صبحي عبد
الحكيم وحمدي أحمد الديب’’ جغرافية السياحة‘‘ الطبعة الأولى، مكتبة الانجلو
المصرية، القاهرة، 1995.
7-
محمد مرسي الحريري
’’ جغرافية السياحة ‘‘ دار المعرفة
الجامعية، الإسكندرية، 1991 .
8-
محمود كامل ’’
السياحة الحديثة ‘‘ دار الفكر العربي ,
القاهرة , 1975 .
9-
مصطفى عبد
القادر’’ دور الإعلام في التسويق السياحي دراسة مقارنة ‘‘ الطبعة الأولى، المؤسسة
الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، 2003.
10- نبيل الروبي ’’ اقتصاديات السياحة‘‘ مؤسسة
الثقافة الجامعية، الإسكندرية، 1985.
11 - ( Murphy P.E. Tourism : A Community Approach
.Routledge. New York and London1991p5.)
شكرا لكم على هذه المقالة الرائعة وانا اتابع دائما مقالات السياحة من خلالكم
ردحذفلأنها مختصرة ومفيدة وأتمنى لكم دائما مزيد من التفوق والنجاح
Salalah tours